إن إدخال عناصر جديدة إلى غذاء الطفل وتعويده تدريجيا على تناول العناصر الجامدة , وتدعيم الإرضاع بوجبات أخرى يمهد الطريق لأنجاح الفطام و فاختيار الوقت المناسب , ورعاية الطفل وإحاطته بجو من المحبة تشكل عناصر هامة في إنجاح الفطام ,
وقد يستحسن الإستمرار في إعطاء الثدي عند المساء فقط كمرحلة إنتقالية لبعض الوقت حيث يتوجب أن يتوقف ذلك بشكل كامل .
وقد يرفض الطفل الغذاء , أو يفقد الشهية بسبب الفطام , ويظهر نزقا وعصبية, ففي جميع الحالات يجب عدم إرغامه على الطعام , فلا بد من التحلي بالصبر والإنتظار بعض الوقت لعودة الأشياء إلى طبيعتها .
ويعتبر الفطام مرحلة دقيقة بالنسبة للأم وللطفل في آن معا , لذا يجب أن يحدث ذلك بالتدريج وأن يتم التحضير بعناية لهذا المنعطف الخطر ,
ويعتبر ظهور الأسنان الإشارة المحسوسة بأن الطفل أصبح قادرا على تناول الأطعمة الجامدة حيث يتوجب على الأم التنويع التدريجي في تغذية الطفل .
ويجب الحذر والانتباه من توقيت الفطام أثناء ظهور الأسنان , لأن الطفل يتعرض لخطرين في نفس الوقت ,
فقد يؤدي التغير المفاجئ في نوعية الطعام إلى إضطرابات هضمية وإلى إسهال شديد ,
ويتزامن ظهور الأسنان مع آلام حادة قد تضعف العضوية بشكل عام و لذا ننصح الأمهات بتأجيل الفطام بعض الوقت بعد ظهور الأسنان .
ويحتاج موضوع التغذية إلى بحث منفرد , ومعالجة مفصلة , حول الكمية والنوعية المناسبة لمختلف مراحل النمو للطفل , فالأطباء العرب المختصون بصحة الأطفال مدعوون لدراسة هذا الموضوع مع الأخذ بعين الإعتبار العناصر الغذائية المتوفرة في البيئة المحلية , مما يعززالأمن الغذائي العربي , ويحد من إستهلاك الأغذية المحفوظة والمستوردة , وهذا يستدعي حملات من التوعية حول القيمة الغذائية للمواد المتوفرة ,
وحول الطرق الصحية في تحضير وإعداد غذاء الطفل بما يضمن له نموا سليما .
إن المثل الذي يمكن تقديمه في هذا المجال مادة الجزر , فبالرغم من توفر الجزر في معظم الأقطار العربية بأسعر رخيصة نسبيا , يندر أن يدخل في تحضير الأطباق المطبوخة الخاصة بالصغار أو الكبار , بينما يعتبر الجزر مادة غذائية هامة خاصة للأطفال في العديد من الدول الأوروبية