السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،
..
دائمًا على قدر الهمم تكون الغايات
فمن علت همته سمت غايته
وبذل في سبيلها الغالي والنفيس
ولم يهنأ دونها براحة أو سكون .
في سماءٍ ترصعت بالأنجم الوضاءةتدلت عناقيد السمو كأبهى ثرياتتوق النفس لأن تسمو لعلاهافترقى درجات العزة والكرامةفأنتِ يا درة نور هذه الأمة ومجدها وغدها الواعدوعلى كاهلك وضعت أعباء تليق بقدرك ومكانتكوإن كان عليك عبء السمو بأخلاقكومشاعرك فإن عليك أيضًا عبء السمو بعقلك ..ذلك الكنز الثمين الذى حباك المولى بهليكون مشعلاً مضيئًا في دروب العلم والمعرفةوزهرة تفوح بالوعي والنضوج ..فإذا ما ذبلت هذه الزهرة وماتتذبل عقل الأمة بكاملها ومات.وإني أعجب اليوم كثيرًا من دعاة الركون والقعودالذين يرون طلب المرأة للعلم وتحصيلهترفًا لا داعي له ..!وأن السعى وراء العلم والثقافة ميدانينفرد به الرجل دونها فتعد الفتاة منذ الصغرلدور وحيد لا يزيد عن الزواج وخدمة البيت والزوج والأولاد ..وهو بلا شك أعظم أدوار المرأة وأسمى غاياتهاولكن هل يعني ذلك أن نربي فتياتنا وننشئهن على إهمالالعقل والمعرفة..!فتلك المرأة التي تشكل نصف المجتمع سوف تلد وتربي النصف الآخرفعلامَ سوف تربيه إذا لم يكن لها من العلم والثقافة نصيبًا وافرًا.كما أن كونها ربة منزل ..لا يتعارض أبدًا مع عنايتها بعقلهاوتوسيع مداركها فهناك الكثير من الوسائلالتي تمكنها من تطوير ذاتها ومواكبة العالم الخارجيفبتنظيم وقتها وحسن إدارته تستطيع مثلاً أن تجد متسعًا لقراءة كتابأو جريدة أو تشاهد التلفاز وتتابع آخر الأخبار..كما أن وجود شبكة النت في معظم المنازل يفتح أفاقًا عريضة لتحصيل كم كبير من العلوم و الثقافة ..ولاشك أن الجميع يحترم المرأة التي تمتلك عقلا ًراجحًاوعلمًا وافرًا ويقدر ما تسهم به من رأي أو عمل.يقول الله سبحانه وتعالى :(قُلْ هَل ْيَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) الزمر:9
وعلى مدى
التاريخ كان للمرأة
نصيبًا كبيرًا من التألق تحت ظلال الإسلام
فكانت هناك نماذج رائعة
لفقيهات وعالمات لامعات في كافة المجالات
لا زال العالم يحفظ أسماءهن وآثارهن
ولا يتسع المجال لذكر ما وصلن إليه من مكانة ..
فلماذا لا نضع نصب أعيننا تلك النماذج المشرفة
لنساء مسلمات مثقفات أثرين التاريخ بما قدمن من نفع وفائدة
ونصم الآذان عمن ينادون بالتأخر والركون ..
ولماذا لا نعلي هامتنا حتى تناطح السحاب
فنسمو ونحلق نحو العلا
ونمد أذرعنا نعانق الثريا بهاءً
ونغترف من ضيائها
أنجمًا تخلد ذكرنا ..
فأيـ ا رفيقتي .. دعينا نحلق ونحلق
وندع وراءنا أولئك النائحون
فأنتِ ما خُلقتِ إلا لشأن ٍعظيم .
لا تدرين ما يمكن أن تحققين
بعزمك وطموحك من إنجازات
فقط ضعي قدمك على أول الطريق
وقد تدهشك النتائج.